و أزهرت البراعم
فتحت عيناها المقفلاتان لتتأمل يدها العاجزة وتلمسها لتتذكر تلك الحادثة المؤلمة التي فقدت فيها والديها وجزء من جسدها الذي نام طرفه الأيمن وإلى الأبد , إنها دعاء في وضح النهار تضع أملً في يوم جديد يكون أكثر إشراقاً..
هاهي تقف أمام الشرفة لتسمع صوت عمتها تقول لها بصوتها الحنون بنيتي إنزلي فالإفطار جاهز ... فتجيبها : ها أنا نازلة يا عمتي تنزل وكلها سكينة نعم تجللها السكينة من رأسها إلى أخمص قدميها ... وما هي إلا لمحة وتتعثر هاوية إلى أول السلم ... فلا تفيق ولا تحرك ساكناً فتهب العمة إليها لتسعفها إلا أنه لا جدوى من ذلك فتحملها إلى المشفى القريب من منزلهم .
صاحبتنا لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها فهاهي الآن تنام راقدة في المشفى ولساعات تستمر إلى عدة أيام .. إنها عاجزة اليد لا تحركها كانت تنتظر الفرج مع إشراقة كل يوم والآن الشمس المشرقة تنتظرها بأن تفيق وهاهي العمة تنتظر دعائها بأن تفتح عيناها المقفلتان وما هي إلا لحظات وتفتح العينان وتتحرك اليدان لتكون هذه السقطة شفاء لليد ويزهر البرعم من جديد لتحرك أطرافها الأربعة وتكون المفاجئة هي سيدة الموقف .
__________________