بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين
عظم الله أجورنا وأجوركم
أود أن أشارككم أحزانكم بهذه القصيدة التي تتبعها لطمية متواضعة
ونرجوا من الله القبول
" عادت رؤوس الهدى"
يا كربلاء أهلي الدمع هتانا
وأوقدي جذوة الأحزان بركانا
عادت رؤوس الهدى كالشهب ساطعةً
تُزف في محفل الأملاك عُرسانا
في موكب يأسر الألباب مرتحلٌ
يطوف كالكوكب الدري إذ بانا
عادت وفي عينها الأشواق بارقةً
تهفو لأجسادها فالملتقى آنا
في هالة من جلال القدس ساريةً
ضج الوجود لها ضجا فأشجانا
فجددي الحزن يوم الأربعين جوىً
جاءتك زينب ترنوا أين قتلانا
يا جنة الأرض يا فردوس موتانا
أين القبور التي تحوي ضحايانا
يا كربلاء ارصفي فوق الثرى دانا
مُدي لآل التقى فلا وريحانا
يا برزخ المؤمنين عانقي شغفا
سبط النبي أتى بالنور مزدانا
وحوله غررُ الأقمار في ألقٍ
فألبسيهم من الياقوت تيجانا
يا كربلاء مصاب الطهر أدهانا
فأحكي لنا مقتلا يروي حكايانا
وخلدي في سطور الدهر ملحمةً
تبقى هدى ما بقت في الكون أزمانا
قالت وفي قلبها الآهات ساجرةً
والدمع في خدها ينساب غدرانا
لهفي عليه جديلا في الفلا جسدا
معفرا بالدما قد بات عريانا
والرأس عالٍ على حد القنا قمرٌ
منه يشع الدجى بالحق تبيانا
يرتل الآ ي من ثغر اللجين هوىً
فيشرق الفجر من عينيه قرآنا
يسمو ومن حوله الأملاك محدقة
ترثيه في حسرةٍوالحور تنعانا
والكون خر وذي الأرواح قد خضعت
حتى شموخ الذرى قد هُد إذعانا
خد الثرى بنجيع الدم مُختضبٌ
والأفقُ مشتعلٌ بالدم نيرانا
والنجم منكدرٌ والفلك منفطرٌ
والليل أسدل بالتنهيد أجفانا
والنخل مرتعشٌ والزهر مندهشٌ
والورد أمسى من الأنات ذبلانا
ذر الجماد بكى في صمته أسفا
واهتز عرش إله الكون غضبانا
والله لولا قضاء الرب لأنطبقت
فوقي سماء الدنا بالحشر إيذانا
ماذا أقول وذي الأجساد ساجدةً
بلا رؤوس هوت للرب قربانا
وفوقها الخيل بالأعداء راقصةٌ
تجول في الأضلع النوراء عدوانا
شبواالخيام على الأطفال مَحرقة
كل ُالنساء نعت ضاعت يتامانا
وزينبٌ تغدق الأيتام احسانا
وكل طفل بكى ضمته تحنانا
وذي رقية تشكو أين غاب أبي
تنخى عليلا يجر القيد حيرانا
مهما حكيتُ فلن أوفي المصاب شجا
شتان بين الرؤى والسمع شتانا
فلترفعوا راية المظلوم شامخةٍ
ولتذكروا جزعا من مات ظمآنا
ولتلعنوا من طغوا في كفرهم وبغوا
خروا على ظلمهم صُما وعُميانا
راموا انطفاء نجوم الحق زاهقةً
لكنما الرب أبقى الذكر برهانا
في ماتم من شغاف القلب ريانا
حتى القيامة تبكيه حنايانا
في مشعر الكرب نتلو الورد موقعةً
من كل رزء بها نقتات أشجانا
ونكتسي من سواد الهم أرديةً
وغاشيات الأسى تكسو محيانا
وفي افتتانٍ تطوف الروح هائمةً
حول الضريح الذي تشتاق عينانا
هذا حسينٌ حواه القلب ألحانا
مذ دق قال " حسينٌ أنت مولانا"
ينمو بأنسجتي كالروض مزدهرٌ
فيورق الشعر بالآلاء أفنانا
نجواهُ تسكرني بالسر تلهمني
أرقى بعالمه السحري هيمانا
أُزجي سلامي سنيا عاطرا عبقا
لآل بيت نبي الله ولهانا
أرجو القبول فهل للفوز من ثمنٍ
هذي حروفي فهل تُعفى خطايانا